منتديات طريق الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات طريق الله

شبكة طريق الله AllahWay منتدى إسلامي دعوي(مشاهدة القنوات الإسلامية و الدينة تحميل قرءان كريم , و أناشيد , و تلاوات خاشعة , و مقاطع مؤثرة , و دروس تعليمية و تمارين للسنوات التعليم الأولى و الثانية باكالوريا و الكثير..
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتصفح المصحف و استمع لأكثر من قارئEnglishFrançaisمقاطع مؤثرة جدا تلاوات خاشعة و مؤثرة بأصوات عذبة و قويةمحاضرات و دروس و خطب إسلامية للعديد من المشايخ و العلماءأناشيد إسلامية جميلة للكبار المنشدينفلاشات وعظية,قرءانية,إنشادية,قضايا الأمة,رمضانية,فلاشات نسائية..أدعية مؤثرة و مختارة بأصوات مؤثرةمشاهدة القنوات الإسلامية على الأنترنترقية شرعية من الكتاب و السنة للإستماع و التحميلفتاوى و أحكام إسلاميةبرامج إسلامية رائعة للتحميلتحميل كتب و موسوعات إسلاميةمدونة شبكة طريق اللهتابعونا على الفيسبوكتابعوا جميع الفيديوات و المقاطع على يوتوب قناة شبكة طريق اللهتابعونا على تويترراسلنا في اي شيء و سنرد عليك في أقل من 24 ساعةمشاهدة قناة إقرأ الفضائية - مباشرمشاهدة قناة فور شباب الفضائية - مباشرةمشاهدة قناة الرحمة الفضائية (مباشرة)مشاهدة قناة الرسالة الفضائية - مباشرة

 

 تفسير ابن كثير مجزء ( كامل و مكتوب )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عباد الرحمان
داعية أول
داعية أول
عباد الرحمان


عدد المساهمات : 1097
الحسنات الحسنات : 34956
الجوائز : : 21
تاريخ التسجيل : 29/04/2011

تفسير ابن كثير  مجزء ( كامل و مكتوب ) Empty
مُساهمةموضوع: تفسير ابن كثير مجزء ( كامل و مكتوب )   تفسير ابن كثير  مجزء ( كامل و مكتوب ) Emptyالخميس سبتمبر 01, 2011 5:31 am

[b]
الكتاب : تفسير القرآن العظيم
المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي [ 700 -774 هـ ]
المحقق : سامي بن محمد سلامة
الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة : الثانية 1420هـ - 1999 م
عدد الأجزاء : 8
مصدر الكتاب : موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
www.qurancomplex.com
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ، والصفحات مذيلة بحواشي المحقق ]
فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : "والذي نفسي بيده ، لَتَعدلُ نصف القرآن ، أو ثلثه" (1).
حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا حُييّ بن عبد الله ، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي ، عن عبد الله بن عمرو : أن أبا أيوب الأنصاري كان في مجلس وهو يقول : ألا يستطيع أحدكم أن يقوم بثلث القرآن كل ليلة ؟ فقالوا : وهل يستطيع ذلك أحد ؟ قال : فإن " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " ثلث القرآن. قال : فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع أبا أيوب ، فقال : "صدق أبو أيوب" (2).
حديث آخر : قال أبو عيسى الترمذي : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا يزيد بن كيسَان ، أخبرني أبو حَازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "احشُدوا ، فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن". فحشد من حشد ، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " ثم دخل فقال بعضنا لبعض : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن". إني لأرى هذا خبرًا جاء من السماء ، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : "إني قلت : سأقرأ عليكم ثلث القرآن ، ألا وإنها تعدل ثلث القرآن".
وهكذا رواه مسلم في صحيحه ، عن محمد بن بشار ، به (3) وقال الترمذي : حسن صحيح غريب ، واسم أبي حازم سلمان.
حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن زائدة بن قُدَامة ، عن منصور ، عن هلال بن يَساف ، عن الربيع بن خُثَيم (4) عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ فإنه من قرأ : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ " في ليلة ، فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن".
هذا حديث تُسَاعيّ الإسناد للإمام أحمد. ورواه الترمذي والنسائي ، كلاهما عن محمد بن بشار (5) بندار - زاد الترمذي وقتيبة - كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي ، به (6). فصار لهما عُشَاريا. وفي رواية الترمذي : "عن امرأة أبى أيوب ، عن أبي أيوب" ، به [وحسنه] (7). ثم قال : وفي الباب عن أبي الدرداء ، وأبي سعيد ، وقتادة بن النعمان ، وأبي هريرة ، وأنس ، وابن عمر ، وأبي مسعود. وهذا حديث حسن ، ولا نعلم أحدًا رَوَى هذا الحديث أحسن من رواية "زائدة". وتابعه على روايته إسرائيل ، والفضيل بن عياض. وقد رَوَى شُعبةُ وغيرُ واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور واضطربوا فيه.
__________
(1) المسند (3/15).
(2) المسند (2/173).
(3) سنن الترمذي برقم (2900) وصحيح مسلم برقم (812).
(4) في أ : "بن خيثم".
(5) في أ : "يسار".
(6) سنن الترمذي برقم (2896) وسنن النسائي (2/172).
(7) زيادة من م ، أ.
(8/521)
________________________________________
حديث آخر : قال أحمد : حدثنا هُشَيْم ، عن حُصَين ، عن هلال بن يَسَاف ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، عن أبيّ بن كعب - أو : رجل من الأنصار - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قرأ ب " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " فكأنما قرأ بثلث القرآن" (1).
ورواه النسائي في "اليوم والليلة" ، من حديث هُشَيم ، عن حُصَين ، عن ابن أبي ليلى ، به (2). ولم يقع في روايته : هلال بن يساف.
حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا وَكيع ، عن سفيان ، عن أبي قيس (3) عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " تعدُل ثلث القرآن" (4).
وهكذا رواه ابن ماجة ، عن علي بن محمد الطَّنافسي ، عن وَكيع ، به (5). ورواه النسائي في "اليوم والليلة" من طرق أخر ، عن عمرو بن ميمون ، مرفوعًا وموقوفًا (6).
حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا بَهْز ، حدثنا بُكَير بن أبي السَّميط (7) حدثنا قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن مَعْدَان بن أبي طلحة ، عن أبي الدّرداء ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أيعجزُ أحدُكم أن يَقرأ كلّ يوم ثلث القرآن ؟ ". قالوا : نعم يا رسول الله ، نحن أضعفُ من ذلك وأعجز. قال : "فإن الله جَزأ القرآن ثلاثة أجزاء ، ف " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " ثلث القرآن".
ورواه مسلم والنسائي ، من حديث قتادة ، به (8).
حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا أمية بن خالد ، حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم - ابن أخي ابن شهاب - عن عمه الزهري ، عن حُمَيد بن عبد الرحمن - هو ابن عوف - عن أمه - وهي : أم كلثوم بنت عقبة (9) بن أبي مُعَيط - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " تَعدلُ ثُلُثَ القرآن".
وكذا رواه النسائي في "اليوم والليلة" ، عن عمرو بن علي ، عن أمية بن خالد ، به (10). ثم رواه من طريق مالك ، عن الزهري ، عن حُمَيد بن عبد الرحمن ، قوله (11). ورواه النسائي أيضا في "اليوم والليلة" من حديث محمد بن إسحاق ، عن الحارث بن الفُضَيل الأنصاري ، عن الزهري ، عن حُمَيد بن عبد الرحمن : أن نَفَرًا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حَدثوه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
__________
(1) المسند (5/141).
(2) سنن النسائي الكبرى برقم (10521).
(3) في م : "إسحاق".
(4) المسند (4/122).
(5) سنن ابن ماجة برقم (3789).
(6) سنن النسائي الكبرى برقم (10529 ، 10525 ، 10528).
(7) في أ : "حدثنا بكر بن أبي السمط".
(8) المسند (1/447) وصحيح مسلم برقم (811) وسنن النسائي الكبرى برقم (10537).
(9) في م : "عتبة".
(10) سنن النسائي الكبرى برقم (10531).
(11) سنن النسائي الكبرى برقم (10533).
(8/522)
________________________________________
" قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " تَعدلُ ثُلُثَ القرآن لمن صلى بها" (1).
حديث آخر في كون قراءتها توجب الجنة : قال الإمام مالك بن أنس ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن ، عن عُبيد بن حُنَين قال : سمعت أبا هريرة يقول : أقبلت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فسمع رجلا يقرأ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وَجَبَتْ". قلت : وما وَجَبت ؟ قال : "الجنة".
ورواه الترمذي والنسائي ، من حديث مالك (2). وقال الترمذي : حسن صحيح غريب ، لا نعرفه إلا من حديث مالك.
وتقدم حديث : "حُبّك إياها أدخلك الجنة".
حديث في تكرار قراءتها : قال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا قَطن بن نُسير ، حدثنا عيسى ابن ميمون القرشي ، حدثنا يزيد الرقاشي ، عن أنس قال : سمعت رسول الله (3) صلى الله عليه وسلم يقول : "أما يستطيع أحدكم أن يقرأ : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " ثلاث مرات في ليلة (4) فإنها تعدلُ ثلث القرآن ؟ " (5)
هذا إسناد ضعيف ، وأجود منه حديث آخر ، قال عبد الله بن الإمام أحمد :
حدثنا محمد بن أبي بكر المُقَدمي ، حدثنا الضحاك بن مخلد ، حدثنا ابن أبي ذئب ، عن أسيدُ ابن أبي أسيد ، عن معاذ بن عبد الله بن خُبيب ، عن أبيه قال : أصابنا طَش وظلمة ، فانتظرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا ، فخرج فأخذ بيدي ، فقال : "قل". فسكت. قال : "قل". قلت : ما أقول ؟ قال : " " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثًا ، تكفك كل يوم مرتين".
ورواه أبو داود والترمذي والنسائي ، من حديث ابن أبي ذئب ، به (6). وقال الترمذي : حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وقد رواه النسائي من طريق أخرى ، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر ، فذكره [ولفظه : "يكفك كل شيء" ] (7) (8).
حديث آخر في ذلك : قال الإمام أحمد : حدثنا إسحاق بن عيسى ، حدثنا ليث بن سعد ، حدثني الخليل بن مرة ، عن الأزهر بن عبد الله ، عن تميم الداري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قال : لا إله إلا الله واحدًا أحدًا صمدًا ، لم يتخذ صاحبةً ولا ولدًا ، ولم يكن له كفوا أحدا ، عشر مرات ، كُتِب له أربعون ألف ألف حسنة".
تفرد به أحمد (9) والخليل بن مُرّة : ضعفه البخاري وغيره بمُرّة.
حديث آخر : قال أحمد أيضا : حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن لَهِيعَة ، حدثنا زَبَّان بن
__________
(1) سنن النسائي الكبرى برقم (10532).
(2) الموطأ (2/208) وسنن الترمذي برقم (2897) وسنن النسائي (2/171).
(3) في م : "سمعت نبي الله".
(4) في أ : "في كل ليلة".
(5) مسند أبي يعلى (8/150) ، وقال الهيثمي في المجمع (7/147) : "فيه عبيس ، وهو متروك".
(6) زوائد المسند (5/312) وسنن أبي داود برقم (5082) وسنن الترمذي برقم (3575) وسنن النسائي (8/250).
(7) زيادة من م.
(8) سنن النسائي (8/251).
(9) المسند (4/103).
(8/523)
________________________________________
فائد ، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من قرأ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " حتى يختمها ، عشر مرات ، بنى الله له قصرًا في الجنة". فقال عمر : إذن نستكثر يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم : "الله أكثر وأطيب". تفرد به أحمد (1).
ورواه أبو محمد الدارمي في مسنده فقال : حدثنا عبد الله بن يزيد ، حدثنا حيوة ، حدثنا أبو عقيل زهرة بن معبد - قال الدارمي : وكان من الأبدال - أنه سمع سعيد بن المسيب يقول : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : "من قرأ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " عشر مرات ، بنى الله له قصرًا في الجنة ، ومن قرأها عشرين مرة بنى الله له قصرين في الجنة ، ومن قرأها ثلاثين مرة بنى الله له ثلاثة قصور في الجنة". فقال عمر بن الخطاب : إذا لتكثر قصورنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الله أوسع من ذلك" (2). وهذا مرسل جيد.
حديث آخر : قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا نصر بن علي ، حدثني نوح بن قيس ، أخبرني محمد العطار ، أخبرتني أم كثير الأنصارية ، عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من قرأ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " خمسين مرة غُفرت له (3). ذنوب خمسين سنة" (4) إسناده ضعيف.
حديث آخر : قال أبو يعلى : حدثنا أبو الربيع ، حدثنا حاتم بن ميمون ، حدثنا ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قرأ في يوم : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " مائتي مرة ، كتب الله له ألفًا وخمسمائة حسنة إلا أن يكون عليه دين" (5). إسناده ضعيف ، حاتم بن ميمون : ضعفه البخاري وغيره. ورواه الترمذي ، عن محمد بن مرزوق البصري ، عن حاتم بن ميمون ، به. ولفظه : "من قرأ كل يوم ، مائتي مرة : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " محي عنه ذنوب خمسين سنة ، إلا أن يكون عليه دَين".
قال الترمذي : وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من أراد أن ينام على فراشه ، فنام على يمينه ، ثم قرأ : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " مائة مرة ، فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب ، عز وجل : يا عبدي ، ادخُل على يمينك الجنة" (6). ثم قال : غريب من حديث ثابت ، وقد رُوي من غير هذا الوجه ، عنه.
وقال أبو بكر البزار : حدثنا سهل بن بحر ، حدثنا حَبّان بن أغلب ، حدثنا أبي ، حدثنا ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قرأ : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " مائتي مرة ، حط الله عنه ذنوب مائتي سنة" (7). ثم قال : لا نعلم رواه عن ثابت إلا الحسن بن أبي جعفر ، والأغلب بن
__________
(1) المسند (3/437).
(2) سنن الدارمي برقم (3429).
(3) في م ، أ : "غفر الله له".
(4) ورواه الدارمي في السنن برقم (3438) : حدثنا نصر بن علي بمثله سواء.
(5) مسند أبي يعلى (6/103).
(6) سنن الترمذي برقم (2898).
(7) ورواه ابن الضريس في فضائل القرآن برقم (267) والخطيب في تاريخ بغداد (6/187) من طريق الحسن بن أبي جعفر ، عن ثابت به.
(8/524)
________________________________________
تميم ، وهما متقاربان في سوء الحفظ.
حديث آخر في الدعاء بما تضمنته من الأسماء : قال النسائي عند تفسيرها : حدثنا عبد الرحمن بن خالد ، حدثنا زيد بن الحباب ، حدثني مالك بن مِغْول ، حدثنا عبد الله بن بُرَيدة ، عن أبيه : أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا رجل يصلي ، يدعو يقول : اللهم ، إني أسألك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد. قال : "والذي نفسي بيده ، لقد سأله باسمه الأعظم ، الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دعي به أجاب" (1).
وقد أخرجه بَقِيَّة أصحاب السنن من طُرُق ، عن مالك بن مِغْول ، عن عبد الله بن بُرَيدة ، عن أبيه ، به (2). وقال الترمذي : حسن غريب.
حديث آخر في قراءتها عشر مرات بعد المكتوبة : قال الحافظ أبو يعلى [الموصلي] (3) : حدثنا عبد الأعلى ، حدثنا بشر بن منصور ، عن عمر بن نبهان (4) عن أبي شداد ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثلاث من جاء بِهِنّ مع الإيمان دَخَل من أيّ أبواب الجنة شاء ، وزُوّج من الحور العين حيث شاء : من عفا عن قاتله ، وأدى دينا خفيا ، وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ". قال : فقال أبو بكر : أو إحداهن يا رسول الله ؟ قال : "أو إحداهن" (5)
حديث في قراءتها عند دخول المنزل : قال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله بن بكر السراج العسكري ، حدثنا محمد بن الفرج ، حدثنا محمد بن الزبرقان ، عن مروان بن سالم ، عن أبي زُرْعَة بن (6) عمرو بن جرير ، عن جرير بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قرأ : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " حين يدخل منزله ، نفت الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران" (7). إسناده ضعيف.
حديث في الإكثار من قراءتها في سائر الأحوال : قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي ، حدثنا يزيد بن هارون ، عن العلاء بن (8) محمد الثقفي قال : سمعت أنس بن مالك يقول : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك ، فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور لم نرها طلعت فيما مضى
__________
(1) سنن النسائي الكبرى كما في تحفة الأشراف للمزي (2/90).
(2) سنن أبي داود برقم (1493) وسنن الترمذي برقم (3475) وسنن ابن ماجة برقم (3857).
(3) زيادة من م.
(4) في م ، أ ، هـ : "عمر بن شيبان".
(5) مسند أبي يعلى (3/332) ، وقال الهيثمي في المجمع (10/102) : "فيه عمر بن نبهان وهو متروك".
(6) في م ، أ ، هـ : "عن".
(7) المعجم الكبير (2/340).
(8) كذا ترجمه البخاري في التاريخ (6/507) ، وابن حبان في المجروحين (2/181) ، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح (6/355) ، والذهبي في الميزان (3/106) ، كذا : "العلاء بن يزيد ، أبو محمد الثقفي" وكأن هذا هو الراجح ، لكن أثبتنا الأول لكونه وقع في النسخ هكذا ، وكذلك في مسند أبي يعلى ، أما الدلائل فقد وقع فيه على الكنية فأثبتناه كما هو فيه.
(8/525)
________________________________________
بمثله ، فأتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال (1) يا جبريل ، ما لي أرى الشمس طلعت اليوم (2) بضياء ونور وشعاع لم أرها طلعت بمثله فيما مضى ؟ ". قال : إن ذلك معاوية بن معاوية الليثي ، مات بالمدينة اليوم ، فبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه. قال : "وفيم ذلك ؟ " قال : كان يكثر قراءة : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " في الليل وفي النهار ، وفي ممشاه وقيامه وقعوده ، فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلي عليه ؟ قال : "نعم". فصلى عليه.
وكذا رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في [كتاب] (3) دلائل النبوة" من طريق يزيد بن هارون ، عن العلاء أبي (4) محمد (5) - وهو متهم بالوضع - فالله أعلم.
طريق أخرى : قال أبو يعلى : حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي أبو عبد الله ، حدثنا عثمان بن الهيثم - مؤذن مسجد الجامع بالبصرة عندي - عن محمود أبي عبد الله (6) عن عطاء بن أبي ميمونة ، عن أنس قال : نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : مات معاوية بن معاوية الليثي ، فتحب أن تصلي عليه ؟ قال : "نعم". فضرب بجناحه الأرض ، فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت ، فرفع سريره فنظر إليه ، فكبر عليه وخلفه صفان من الملائكة ، في كل صف سبعون ألف ملك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "يا جبريل ، بم نال هذه المنزلة من الله تعالى ؟ ". قال بحبه : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " وقراءته إياها ذاهبًا وجائيًا قائمًا (7) وقاعدًا ، وعلى كل حال (8).
ورواه البيهقي ، من رواية عثمان بن الهيثم المؤذن ، عن محبوب بن هلال ، عن عطاء بن أبي ميمونة ، عن أنس ، فذكره. وهذا هو الصواب (9) ، ومحبوب بن هلال قال أبو حاتم الرازي : "ليس بالمشهور" (10). وقد روي هذا من طرق أخر ، تركناها (11) اختصارًا ، وكلها ضعيفة.
حديث آخر في فضلها مع المعوذتين : قال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا معاذ بن رفاعة ، حدثني علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، عن عقبة بن عامر قال : لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فابتدأته فأخذتُ بيده ، فقلت : يا رسول الله ، بم نجاة المؤمن ؟ قال : "يا عقبة ، احْرُسْ لسانك وليسعك بيتُك ، وابْكِ على خطيئتك". قال : ثم لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فابتدأني فأخذ بيدي ، فقال : "يا عقبة بن عامر ، ألا أعلمك خير ثلاث سُوَر أنزلت في التوراة ، والإنجيل ،
__________
(1) في م : "فقال لي".
(2) في م : "يومئذ".
(3) زيادة من م.
(4) في أ : "العلاء بن محمد".
(5) مسند أبي يعلى (7/256) ودلائل النبوة (5/245).
(6) وقع في أصل مسند أبي يعلى : "محمود بن عبد الله" ووقع هنا : "محمود أبي عبد الله" - كما ترى - والصواب : "محبوب ابن هلال" كما في رواية البيهقي ، والله أعلم.
(7) في م : "وقائما".
(8) مسند أبي يعلى (7/258).
(9) دلائل النبوة (5/246) ورواه ابن الضريس في فضائل القرآن برقم (272) ، من طريق محبوب بن هلال به ، وساقه المؤلف في البداية والنهاية من رواية البيهقي (5/14) ، وقال : "منكر من هذا الوجه".
(10) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/389).
(11) في م : "تركنا ذكرها".
(8/526)
________________________________________
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
والزبور ، والقرآن العظيم ؟". قال : قلت : بلى ، جعلني الله فداك. قال : فأقرأني : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " ثم قال : "يا عقبة ، لا تَنْسَهُن ولا تُبتْ ليلة حتى تقرأهن". قال : فما نسيتهن منذ قال : "لا تنسهن" ، وما بت ليلة قط حتى أقرأهن. قال عقبة ، ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأته ، فأخذت بيده ، فقلت : يا رسول الله ، أخبرني بفواضل الأعمال. فقال : "يا عقبة ، صِلْ من قطعك ، وأعْطِ من حَرَمَك ، وأعرض (1) عمن ظلمك" (2)
روى الترمذي بعضه في "الزهد" ، من حديث عُبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد وقال : هذا حديث حسن (3). وقد رواه أحمد من طريق آخر :
حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا ابن عياش ، عن أسيد بن عبد الرحمن الخَثْعَمي ، عن فرْوَة بن مجاهد اللخمي ، عن عقبة بن عامر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر مثله سواء. تفرد به أحمد (4).
حديث آخر في الاستشفاء بهن : قال البخاري : حدثنا قتيبة ، حدثنا المفضل ، عن عُقَيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كُل ليلة جمع (5) كفيه ، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات.
وهكذا رواه أهل السنن ، من حديث عُقَيل ، به (6).
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) }
قد تقدم ذكر سبب نزولها. وقال عكرمة : لما قالت اليهود : نحن نعبد عُزيرَ ابن الله. وقالت النصارى : نحن نعبد المسيح ابن الله. وقالت المجوس : نحن نعبد الشمس والقمر. وقالت المشركون : نحن نعبد الأوثان - أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }
يعني : هو الواحد الأحد ، الذي لا نظير له ولا وزير ، ولا نديد ولا شبيه ولا عديل ، ولا يُطلَق
__________
(1) في م : "واعف".
(2) المسند (4/148).
(3) سنن الترمذي برقم (2406) ، وفي إسناده عبيد الله بن زحر وعلى بن يزيد والقاسم كلهم ضعفاء ، قال ابن حبان في عبيد الله بن زحر : "يروي الموضوعات عن الأثبات ، وإذا روي عن علي بن يزيد أتى الطامات ، وإذا اجتمع في إسناده خبر عبيد الله ، وعلي بن يزيد ، والقاسم - أبو عبد الرحمن - لم يكن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم".
(4) المسند (4/158).
(5) في م : "ليلة جمعة".
(6) صحيح البخاري برقم (5017) وسنن أبي داود برقم (5056) وسنن الترمذي برقم (3402) وسنن النسائي الكبرى برقم (10624) وسنن ابن ماجة برقم (3875).
(8/527)
________________________________________
هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله ، عز وجل ؛ لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله.
وقوله : { اللَّهُ الصَّمَدُ } قال عكرمة ، عن ابن عباس : يعني الذي يصمد الخلائق إليه في حوائجهم ومسائلهم.
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : هو السيد الذي قد كمل في سؤدده ، والشريف الذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد كمل في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والعليم الذي قد كمل في علمه ، والحكيم الذي قد كمل في حكمته (1) وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد ، وهو الله سبحانه ، هذه صفته لا تنبغي إلا له ، ليس له كفء ، وليس كمثله شيء ، سبحان الله الواحد القهار.
وقال الأعمش ، عن شقيق (2) عن أبي وائل : { الصَّمَدُ } السيد الذي قد انتهى سؤدده ، ورواه عاصم ، بن أبي وائل ، عن ابن مسعود ، مثله.
وقال مالك ، عن زيد بن أسلم : { الصَّمَدُ } السيد. وقال الحسن ، وقتادة : هو الباقي بعد خلقه. وقال الحسن أيضا : { الصَّمَدُ } الحي القيوم الذي لا زوال له. وقال عكرمة : { الصَّمَدُ } الذي لم يخرج منه شيء ولا يطعم.
وقال الربيع بن أنس : هو الذي لم يلد ولم يولد. كأنه جعل ما بعده تفسيرًا له ، وهو قوله : { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } وهو تفسير جيد. وقد تقدم الحديث من رواية ابن جرير ، عن أبي بن كعب في ذلك ، وهو صريح فيه.
وقال ابن مسعود ، وابن عباس ، وسعيد بن المسيب ، ومجاهد ، وعبد الله بن بُريدة ، وعكرمة أيضا ، وسعيد بن جبير ، وعطاء بن أبي رباح ، وعطية العوفي ، والضحاك ، والسدي : { الصَّمَدُ } الذي لا جوف له.
قال سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد : { الصَّمَدُ } المصمت الذي لا جوف له.
وقال الشعبي : هو الذي لا يأكل الطعام ، ولا يشرب الشراب.
وقال عبد الله بن بُرَيدة (3) أيضًا : { الصَّمَدُ } نور يتلألأ.
روى ذلك كلَّه وحكاه : ابن أبي حاتم ، والبيهقي والطبراني ، وكذا أبو جعفر بن جرير ساق أكثر ذلك بأسانيده ، وقال :
حدثني العباس بن أبي طالب ، حدثنا محمد بن عمرو بن رومي ، عن عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش ، حدثني صالح بن حيان ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال - لا أعلم إلا قد رفعه - قال : { الصَّمَدُ } الذي لا جوف له.
وهذا غريب جدًا ، والصحيح أنه موقوف على عبد الله بن بريدة.
__________
(1) في م : "في حكمه".
(2) في أ : "سفيان".
(3) في أ : "يزيد".
(8/528)
________________________________________
وقد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة له ، بعد إيراده كثيرًا من هذه الأقوال في تفسير "الصمد" : وكل هذه صحيحة ، وهي صفات ربنا ، عز وجل ، وهو الذي يُصمَد إليه في الحوائج ، وهو الذي قد انتهى سؤدده ، وهو الصمد الذي لا جوف له ، ولا يأكل ولا يشرب ، وهو الباقي بعد خلقه. وقال البيهقي نحو ذلك [أيضا] (1). (2)
وقوله : { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } أي : ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة.
قال مجاهد : { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } يعني : لا صاحبة له.
وهذا كما قال تعالى : { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ } [ الأنعام : 101 ] أي : هو مالك كل شيء وخالقه ، فكيف يكون له من خلقه نظير يساميه ، أو قريب يدانيه ، تعالى وتقدس وتنزه. قال الله تعالى : { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا } [ مريم : 88 - 95 ] وقال تعالى : { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } [ الأنبياء : 26 ، 27 ] وقال تعالى : { وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } [ الصافات : 158 ، 159 ] وفي الصحيح - صحيح البخاري - : "لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله ، إنهم يجعلون له ولدا ، وهو يرزقهم ويعافيهم" (3).
وقال البخاري : حدثنا أبو اليمان ، حدثنا شعيب ، حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هُرَيرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "قال الله ، عز وجل : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يُعيدَني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادته. وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدًا. وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد".
ورواه أيضا من حديث عبد الرزاق ، عن مَعْمَر ، عن همام بن مُنَبِّه ، عن أبي هريرة ، مرفوعًا بمثله. تفرد بهما من هذين الوجهين (4).
آخر تفسير سورة "الإخلاص"
__________
(1) زيادة من م ، أ.
(2) وقد أطنب شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان معنى الصمد في الفتاوى (17/214).
(3) صحيح البخاري برقم (6099) من حديث أبي موسى ، رضي الله عنه.
(4) صحيح البخاري برقم (4974) وبرقم (4975).
(8/529)
________________________________________
تفسير سورتي المعوذتين
وهما مدنيتان.
قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرنا عاصم بن بَهْدَلة ، عن زر بنُ حُبَيش قال : قلت لأبي بن كعب : إن ابن مسعود [كان] (1) لا يكتب المعوذتين في مصحفه ؟ فقال : أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أن جبريل ، عليه السلام ، قال له : " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " فقلتها ، قال : " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " فقلتها. فنحن نقول ما قال النبي صلى الله عليه وسلم (2) (3).
ورواه أبو بكر الحُميدي في مسنده ، عن سفيان بن عيينة ، حدثنا عبدة بن أبي لُبَابة وعاصم بن بهدلة ، أنهما سمعا زر بن حبيش قال : سألتُ أبي بن كعب عن المعوذتين ، فقلت : يا أبا المنذر ، إن أخاك ابن مسعود يَحُكهما من المصحف. فقال : إني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : "قيل (4) لي : قل ، فقلت". فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (5).
وقال أحمد : حدثنا وَكيع ، حدثنا سفيان ، عن عاصم ، عن زر قال : سألتُ ابنَ مسعود عن المعوذتين فقال : سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم عنهما فقال : " قيل لي ، فقلت لكم ، فقولوا". قال أبي : فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم فنحن نقول (6).
وقال البخاري : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، حدثنا عَبدَةُ بن أبي لُبَابة ، عن زر بن حُبَيش - وحدثنا عاصم عن زر - قال : سألت أبي بن كعب فقلت : أبا المنذر ، إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا. فقال : إني سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "قيل لي ، فقلت". فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (7).
ورواه البخاري أيضًا والنسائي ، عن قتيبة ، عن سفيان بن عيينة ، عن عبدة وعاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، عن أبي بن كعب ، به (8).
وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا الأزرق بن علي ، حدثنا حسان بن إبراهيم ، حدثنا الصَّلْت بن بَهرَام ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال : كان عبد الله يَحُك المعوذتين من المصحف ، ويقول : إنما
__________
(1) زيادة من المسند.
(2) في م : "عليه السلام".
(3) المسند (5/129).
(4) في م : "قال".
(5) مسند الحميدي (1/185).
(6) المسند (5/129).
(7) صحيح البخاري برقم (4977).
(8) صحيح البخاري برقم (4976).
(8/530)
________________________________________
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما ، ولم يكن عبد الله يقرأ بهما (1)
ورواه عبد الله بن أحمد من حديث الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن (2) بن يزيد قال : كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ، ويقول : إنهما ليستا من كتاب الله - قال الأعمش : وحدثنا عاصم ، عن زر بن حبيش ، عن أبي بن كعب قال : سألنا عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : "قيل لي ، فقلت" (3).
وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء : أن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه ، فلعله لم يسمعهما من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يتواتر عنده ، ثم لعله قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة ، فإن الصحابة ، رضي الله عنهم ، كتبوهما (4) في المصاحف الأئمة ، ونفذوها إلى سائر الآفاق كذلك ، ولله الحمد والمنة.
وقد قال مسلم في صحيحه : حدثنا قتيبة ، حدثنا جرير ، عن بيان ، عن قيس بن أبي حَازم ، عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم يُر مثلهن قط : " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " (5).
ورواه أحمد ، ومسلم أيضا ، والترمذي ، والنسائي ، من حديث إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عقبة ، به (6). وقال الترمذي : حسن صحيح.
طريق أخرى : قال الإمام أحمد : حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا ابن جابر ، عن القاسم أبي عبد الرحمن ، عن عقبة بن عامر قال : بينا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم في نَقب من تلك النقاب ، إذ قال لي : "يا عقبة ، ألا تَركب ؟ ". قال : [فَأجْلَلْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركب مركبه. ثم قال : "يا عُقيب ، ألا تركب ؟ ". قال] (7) فأشفقت أن تكون معصية ، قال : فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وركبت هنيهة ، ثم ركب ، ثم قال : "يا عقيب ، ألا أُعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس ؟ ". قلت : بلى يا رسول الله. فأقرأني : " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " ثم أقيمت الصلاة ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بهما ، ثم مر بي فقال : "كيف رأيت يا عقيب (8) اقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت".
ورواه النسائي من حديث الوليد بن مسلم وعبد الله بن المبارك ، كلاهما عن ابن جابر ، به (9).
__________
(1) ورواه البزار في مسنده برقم (2301) ، من طريق محمد بن أبي يعقوب ، عن حسان بن إبراهيم به ، وقال البزار : "وهذا لم يتابع عبد الله عليه أحد من الصحابة ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بهما في الصلاة ، وأثبتنا في المصحف".
(2) في م : "عن عبد الله".
(3) زوائد المسند (5/129).
(4) في م : "أتبعوهما".
(5) صحيح مسلم برقم (814).
(6) المسند (4/144) وصحيح مسلم برقم (814) ، وسنن الترمذي برقم (2902) وسنن النسائي (2/158).
(7) زيادة من المسند.
(8) في م : "يا عقب".
(9) المسند (4/144) وسنن النسائي (8/253).
(8/531)
________________________________________
ورواه أبو داود والنسائي أيضًا ، من حديث ابن وهب ، عن معاوية بن صالح ، عن العلاء بن الحارث ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن عقبة ، به (1).
طريق أخرى : قال أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني يزيد ابن عبد العزيز الرعيني وأبو مرحوم ، عن يزيد بن محمد القرشي ، عن علي بن رباح ، عن عقبة بن عامر قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة.
ورواه أبو داود والترمذي والنسائي ، من طرق ، عن علي بن أبي رباح (2). وقال الترمذي : غريب.
طريق أخرى : قال أحمد : حدثنا يحيى (3) بن إسحاق ، حدثنا ابن لَهِيعة ، عن مشَرح بن هاعان ، عن عقبة بن عامر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اقرأ بالمعوذتين ، فإنك لن تقرأ بمثلهما". تفرد به أحمد (4).
طريق أخرى : قال أحمد : حدثنا حيوة بن شُرَيْح ، حدثنا بَقِيَّة ، حدثنا بَحير بن سعد ، عن خالد بن مَعْدان ، عن جُبَير بن نُفَير ، عن عقبة بن عامر أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهديت له بغلة شهباء ، فركبها فأخذ عقبة يقودها له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (5) اقرأ " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ". فأعادها له حتى قرأها ، فعرف أني لم أفرح بها جدًا ، فقال : "لعلك تهاونت بها ؟ فما قمت تصلي بشيء مثلها".
ورواه النسائي عن عمرو بن عثمان ، عن بقية ، به (6). ورواه النسائي أيضا من حديث الثوري ، عن معاوية بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر : أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين ، فذكر نحوه (7).
طريق أخرى : قال النسائي : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، حدثنا المعتمر ، سمعت النعمان ، عن زياد أبي الأسد ، عن عقبة بن عامر ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الناس لم يتعوذوا بمثل هذين : " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " (8).
طريق أخرى : قال النسائي : أخبرنا قتيبة ، حدثنا الليث ، عن أبي عجلان ، عن سعيد المقبري ، عن عقبة بن عامر قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "يا عقبة ، قل". فقلت : ماذا أقول ؟ فسكت عني ، ثم قال : "قل". قلت : ماذا أقول يا رسول الله ؟ فسكت عني ، فقلت : اللهم ، أردده على. فقال : "يا عقبة ، قل". قلت : ماذا أقول يا رسول الله ؟ فقال : "
__________
(1) سنن النسائي (8/252 ، 253) وسنن أبي داود برقم (1462).
(2) المسند (4/155) وسنن أبي داود برقم (1523) ، وسنن الترمذي برقم (2903) وسنن النسائي (3/68).
(3) في م ، أ : "حدثنا محمد".
(4) المسند (4/146).
(5) في م ، أ : "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعقبة".
(6) المسند (4/149) وسنن النسائي الكبرى برقم (7843 ، 7844).
(7) سنن النسائي (8/252).
(8) سنن النسائي الكبرى برقم (7856).
(8/532)
________________________________________
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " ، فقرأتها حتى أتيت على آخرها ، ثم قال : "قل". قلت : ماذا أقول يا رسول الله ؟ قال : " " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " ، فقرأتها حتى أتيت على آخرها ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : "ما سأل سائل بمثلهما ، ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما" (1).
طريق أخرى : قال النسائي : أخبرنا محمد بن يسار ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا معاوية ، عن العلاء بن الحارث ، عن مكحول ، عن عقبة بن عامر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في صلاة الصبح (2).
طريق أخرى : قال النسائي : أخبرنا قتيبة ، حدثنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي عمران أسلم ، عن عقبة بن عامر قال : اتبعت (3) رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب ، فوضعت يدي على قدمه (4) فقلت : أقرئني سورة هود أو سورة يوسف. فقال : "لن تقرأ شيئًا أنفع (5) عند الله من " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق " (6).
حديث (7) آخر : قال النسائي : أخبرنا محمود بن خالد ، حدثنا الوليد ، حدثنا أبو عمرو الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ، عن أبي عبد الله ، عن ابن عائش (8) الجهني : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : "يا ابن عائش ، ألا أدلك - أو : ألا أخبرك - بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون ؟ ". قال : بلى ، يا رسول الله. قال : " " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " هاتان السورتان" (9).
فهذه طرق عن عقبة كالمتواترة عنه ، تفيد القطع عند كثير من المحققين في الحديث.
وقد تقدم في رواية صُدَيّ بن عجلان ، وفَرْوَةَ بن مُجَاهد ، عنه : "ألا أعلمك ثلاثَ سُوَر لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان (10) مثلهن ؟ " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ".
حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل ، حدثنا الجريري ، عن أبي العلاء قال : قال رجل : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، والناس يعتقبون ، وفي الظهر قلة ، فحانت نزلَة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلتي ، فلحقني فضرب [من بعدي] (11) منكبي ، فقال : " " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " ، فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه ، ثم قال : " " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " ، فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه ، فقال : "إذا صليت فاقرأ بهما" (12).
__________
(1) سنن النسائي (8/253).
(2) سنن النسائي (8/252).
(3) في م : "أتيت".
(4) في م ، أ : "على قدميه".
(5) في م : "أبلغ".
(6) سنن النسائي (8/254).
(7) في أ : "طريق".
(8) في أ : "عباس".
(9) سنن النسائي (8/251).
(10) في أ : "في القرآن".
(11) زيادة من المسند.
(12) المسند (5/24).
(8/533)
________________________________________
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
الظاهر أن هذا الرجل هو عقبة بن عامر ، والله أعلم.
ورواه النسائي عن يعقوب بن إبراهيم ، عن ابن علية ، به (1).
حديث آخر : قال النسائي : أخبرنا محمد بن المثنى ، حدثنا محمد بن جعفر ، عن عبد الله بن سعيد ، حدثني يزيد بن رومان ، عن عقبة بن عامر ، عن عبد الله الأسلمي - هو ابن أنيس - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على صدره ثم قال : "قل". فلم أدر ما أقول ، ثم قال لي : "قل". قلت : " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " ثم قال لي : "قل". قلت : " أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ " حتى فرغت منها ، ثم قال لي : "قل". قلت : " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " حتى فرغت منها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هكذا فَتَعَوَذْ (2) ما تعوذَ المتعوذون بمثلهن قط" (3).
حديث آخر : قال النسائي : أخبرنا عمرو بن علي أبو حفص ، حدثنا بَدَل ، حدثنا شداد بن سعيد أبو طلحة ، عن سعيد الجُرَيري ، حدثنا أبو نَضْرة ، عن جابر بن عبد الله قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اقرأ يا جابر". قلت : وما أقرأ بأبي أنت وأمي ؟ قال : "اقرأ " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ " و " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس ". فقرأتهما ، فقال : "اقرأ بهما ، ولن تقرأ بمثلهما" (4).
وتقدم حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهن ، وينفث في كفيه ، ويمسح بهما رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده.
وقال الإمام مالك : عن ابن شهاب ، عن عُرْوَة ، عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده عليه ، رجاء بركتها.
ورواه البخاري عن عبد الله بن يوسف ، ومسلم عن يحيى بن يحيى ، وأبو داود عن القعنبي ، والنسائي عن قتيبة - ومن حديث ابن القاسم ، وعيسى بن يونس - وابن ماجة من حديث معن وبشر بن عُمَر ، ثمانيتهم عن مالك ، به (5).
وتقدم في آخر سورة : " ن " من حديث أبي نضرة ، عن أبي سعيد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من أعين الجان وعين الإنسان ، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما ، وترك ما سواهما. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة ، وقال الترمذي : حديث حسن.
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) }
__________
(1) سنن النسائي الكبرى برقم (7859).
(2) في م : "فتعوذوا".
(3) سنن النسائي الكبرى برقم (7845).
(4) سنن النسائي الكبرى برقم (7854).
(5) الموطأ (2/942) وصحيح البخاري برقم (5016) وصحيح مسلم برقم (3902) وسنن أبي داود برقم (3902) وسنن النسائي الكبرى برقم (7549 ، 7544 ، 10847) وسنن ابن ماجة برقم (3529).
(8/534)
________________________________________
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن عصام ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا حسن بن صالح ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر قال : الفلق : الصبح.
وقال العوفي ، عن ابن عباس : { الْفَلَقِ } الصبح. ورُوي عن مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ، والحسن ، وقتادة ، ومحمد بن كعب القرظي ، وابن زيد ، ومالك عن زيد بن أسلم ، مثل هذا.
قال القرظي ، وابن زيد ، وابن جرير : وهي كقوله تعالى : { فَالِقُ الإصْبَاحِ } [ الأنعام : 96 ].
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : { الْفَلَقِ } الخلق. وكذا قال الضحاك : أمر الله نبيه أن يتعوذ من الخلق كله.
وقال كعب الأحبار : { الْفَلَقِ } بيت في جهنم ، إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره ، ورواه ابن أبي حاتم ، ثم قال :
حدثنا أبي ، حدثنا سهيل بن عثمان ، عن رجل سماه ، عن السدي ، عن زيد بن علي ، عن آبائه أنهم قالوا : { الْفَلَقِ } جب في قعر جهنم ، عليه غطاء ، فإذا كشف عنه خرجت منا (1) نار تصيح منه جهنم ، من شدة حر ما يخرج منه.
وكذا رُوي عن عمرو بن عَبَسَةَ (2) والسدي ، وغيرهم. وقد ورد في ذلك حديثٌ مرفوع منكر ، فقال ابن جرير :
حدثني إسحاق بن وهب الواسطي ، حدثنا مسعود بن موسى بن مشكان الواسطي ، حدثنا نصر بن خزيمة الخراساني ، عن شعيب بن صفوان ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن أبي هُريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " { الْفَلَقِ } جُبّ في جهنم مغطى" (3) إسناده (4) غريب ولا يصح رفعه.
وقال أبو عبد الرحمن الحبلي : { الْفَلَقِ } من أسماء جهنم.
قال ابن جرير : والصواب القول الأول ، أنه فلق الصبح. وهذا هو الصحيح ، وهو اختيار البخاري ، رحمه الله ، في صحيحه (5).
وقوله : { مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } أي : من شر جميع المخلوقات. وقال ثابت البناني ، والحسن البصري : جهنم وإبليس وذريته مما خلق.
{ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } قال مجاهد : غاسقُ الليلُ إذا وقبَ غُروبُ الشمس. حكاه البخاري عنه. ورواه ابن أبي نَجِيح ، عنه. وكذا قال ابن عباس ، ومحمد بن كعب القرظي ، والضحاك ، وخُصَيف ، والحسن ، وقتادة : إنه الليل إذا أقبل بظلامه.
__________
(1) في م ، أ : "خرجت منه".
(2) في أ : "عنبسة".
(3) تفسير الطبري (30/225).
(4) في م : "إسناد".
(5) تفسير الطبري (30/225) وصحيح البخاري (8/741) "فتح".
(8/535)
________________________________________
وقال الزهري : { وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } الشمس إذا غربت. وعن عطية وقتادة : إذا وقب الليل : إذا ذهب. وقال أبو المهزم ، عن أبي هريرة : { وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } كوكب. وقال ابن زيد : كانت العرب تقول : الغاسق سقوط الثريا ، وكان (1) الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها ، وترتفع عند طلوعها.
قال ابن جرير : ولهؤلاء من الأثر ما حدثني : نصر بن علي ، حدثني بكار بن عبد الله - ابن أخي همام - حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن أبي هُرَيرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " { وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } قال : النجم الغاسق" (2).
قلت : وهذا الحديث لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن جرير : وقال آخرون : هو القمر.
قلت : وعمدة أصحاب هذا القول ما رواه الإمام أحمد :
حدثنا أبو داود الحَفري ، عن ابن أبي ذئب ، عن الحارث ، عن أبي سلمة قال : قالت عائشة ، رضي الله عنها : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ، فأراني القمر حين يطلع ، وقال : "تَعوَّذِي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب".
ورواه الترمذي والنسائي ، في كتابي التفسير من سننيهما ، من حديث محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ذئب ، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن ، به (3). وقال الترمذي : حسن صحيح. ولفظه : "تعوذي بالله من شر هذا ، فإن هذا الغاسق إذا وقب". ولفظ النسائي : "تعوَّذي بالله من شر هذا ، هذا الغاسق إذا وقب".
قال أصحاب القول الأول وهو أنه الليل إذا ولج - : هذا لا ينافي قولنا ؛ لأن القمر آيةُ الليل ، ولا يوجد له سلطان إلا فيه ، وكذلك النجوم لا تضيء ، إلا في الليل ، فهو يرجع إلى ما قلناه ، والله أعلم.
وقوله : { وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } قال مجاهد ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة والضحاك : يعني : السواحر - قال مجاهد : إذا رقين ونفثن في العقد.
وقال ابن جرير : حدثنا ابن عبد الأعلى ، حدثنا ابن ثور ، عن مَعْمَر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه قال : ما من شيء أقرب من (4) الشرك من رقية الحية والمجانين (5).
وفي الحديث الآخر : أن جبريل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اشتكيت يا محمد ؟ فقال : "نعم". فقال : بسم الله أرْقِيك ، من كل داء يؤذيك ، ومن شر كل حاسد وعين ، الله يشفيك (6).
__________
(1) في م : "وكانت".
(2) تفسير الطبري (30/227).
(3) المسند (6/61) وسنن الترمذي برقم (3366) وسنن النسائي الكبرى برقم (10138).
(4) في أ : "إلى".
(5) تفسير ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.tariqallah.blogspot.com.com
 
تفسير ابن كثير مجزء ( كامل و مكتوب )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شعر مكتوب عن غزة + التحميل
» الشيخ عمر القرابزي : (القرآن مجزء إلى أثمان)
» دعاء طلب نزول المطر ( مكتوب )
» لقرآن مجزء إلى أثمان للشيخ قارئ ياسين الجزائري :
» تحميل القرءان الكريم pdf مكتوب كاملا بالرسم و الخط القرءاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طريق الله :: مجموعات دعوية :: مجموعة عباد الرحمان-
انتقل الى: